آداب الجماع

آداب الجماع، إن الجماع لا يعتبر مسألة غرائزية فقط يقوم الإنسان فيها بإشباع رغبته الجسدية، لكنه جزء من أساسيات الزواج الذي له العديد من الآداب والمقاصد، وقد جعل الله الزواج حتى يخلق لكل فرد فرد آخر يؤنس وحشته ويخفف من صعوبة الحياة عليه.

Mar 17, 2023 - 03:42
 0  121
آداب الجماع

آداب الجماع

  • ولأن الحياة تنقسم إلى ركن مادي وركن روحي فإن الزواج والعلاقة الجسدية بين الزوجين تعتبر محاكاة للحياة فهي تعتمد على جزء مادي وجزء روحي يكون الهدف منها أن يشعر الإنسان بالاطمئنان مع شريكه والحب والمودة والرحمة والتعامل الراقي.
  • وقد جعل الإسلام مجموعة من الآداب التي يجب على المسلمين أن يلتزموا بها مما يجعل الحياة أفضل والعلاقة بين الزوجين في أفضل حال، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن مجموعة من الآداب الشرعية الخاصة بالجماع في ليلة الدخلة.

الزواج في الإسلام

  • الزواج في الإسلام، في العديد من آيات القرآن الكريم نجد أن الله قد ذكر الزواج وذكر قواعد التعامل مع الزوج والزوجة وقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثير من أحاديثه على مجموعة من القواعد التي من شأنها أن تجعل الحياة الزوجية ومستقرة وناجحة ومنها المودة والرعاية والصدق بين الطرفين وحسن المعاشرة والطاعة وغيرها من الأمور التي دونها سوف يحدث خللا في المؤسسة الزوجية.
  • وقد وضح الإسلام أن الزواج مؤسسة الهدف منها أن يصلح المجتمع وأن تعمر الأرض فهو الوسيلة الشرعية لكي يستمر النسل ولكي تأتي الأجيال المتعاقبة، وعندما تكون مؤسسة الزواج ناجحة فإن النشئ ينمو على قواعد التربية الصحيحة مما يكون لذلك أكبر الأثر على النهوض بالمجتمع، وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز “وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” أي أن الله حدد أن الزواج لا يكون بالغنى والفقر ولكنه يكون بالعفة والإيمان والصلاح والتزام الرجل والمرأة بالقيم الدينية والأخلاقية.
  • الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية : أحدها: حفظ النسل ، ودوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر الله بروزها إلى هذا العالم. الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه واحتقانه بجملة البدن. الثالث: قضاء الوطر، ونيل اللذة، والتمتع بالنعمة.

آداب الجماع في الإسلام

ولم يترك الإسلام شاردة ولا واردة في الحياة إلا تحدث عنها وذلك لأن الله هو الخالق الأوحد وهو الأعلم بحال عبيده لذلك قد وضع لهم القواعد والشروط التي تجعل من حياتهم سعداء، لذا فإن هناك العديد من الآداب التي ذكرت في الشريعة الإسلامية التي من المهم أن يلتزم بها الفرد المسلم في أدق أوقاته ومنها وقت بداية حياته مع شريكته، ومن هذه الآداب نذكر الآتي:

  •  إخلاص النية لله عز وجل في هذا الأمر، وأن ينوي بفعله حفظ نفسه وأهله عن الحرام وتكثير نسل الأمة الإسلامية ليرتفع شأنها فإنّ الكثرة عزّ ، وليعلم أنه مأجور على عمله هذا وإن كان يجد فيه من اللذة والسرور العاجل ما يجد ، فعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وفي بُضع أحدكم صدقة ) – أي في جماعه لأهله – فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال عليه الصلاة والسلام: (أرأيتم لو وضعها في الحرام، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر ) رواه مسلم وهذا من فضل الله العظيم على هذه الأمة المباركة ، فالحمد لله الذي جعلنا منها.
  • الصلاة هي ركن أساسي في عبادة المسلم وبها يتصل مع الله في علاقة روحية يطلب منه فيها العفو والمغفرة ويطلب أيضا أن يوقفه ويختار له ما الخير في كل أمور حياته، وليس هناك أجمل من أن يبدأ المرء حياته مع شريكته بأن يقوم بأداء الصلاة حتى يكون الإيمان والخير هو الباب الأول الذي جمع بين الزوجين.
    والصلاة قبل الجماع ليست من الأمور الواجبة لكنها من الممكن القول أنها من الأمور المستحبة والتي فعلها العديد من الصحابة حيث لم يرد عن رسول الله قول يؤكدها، وقد ورد عن هذا الأمر في روايةٍ لأبي سعيد أنّه قال: (تزوَّجتُ وأَنا مَملوكٌ فدعوتُ نفرًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فيهمُ ابنُ مسعودٍ، وأبو ذرٍّ وحُذَيْفةُ قال: وأقيمتِ الصَّلاةُ قالَ: فذَهَبَ أبو ذرٍّ ليتقدَّمَ فقالوا: إليكَ، قالَ: أوَ كذلِكَ؟ قالوا: نعَم، قالَ: فتقدَّمتُ بِهِم وأَنا عبدٌ مملوكٌ وعلَّموني فقالوا: إذا دخلَ عليكَ أَهْلُكَ فصلِّ رَكْعتينِ ثمَّ سلَ اللَّهَ مِن خيرِ ما دخلَ عليكَ وتعوَّذ بهِ من شرِّهِ، ثمَّ شأنَكَ وشأنَ أَهْلِكَ).

  • أن يقدِّم بين يدي الجماع بالملاطفة والمداعبة والملاعبة والتقبيل، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاعب أهله ويقبلها.
  • أن يقول حين يأتي أهله ( بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإن قضى الله بينهما ولدا ، لم يضره الشيطان أبدا ) رواه البخاري.
  • يجوز له إتيان المرأة في قبلها من أي جهة شاء ، من الخلف أو الأمام شريطة أن يكون ذلك في قُبُلها وهو موضع خروج الولد ، لقول الله تبارك و تعالى : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كانت اليهود تقول : إذا أتى الرجل امرأته من دبرها في قبلها كان الولد أحول ! فنزلت : ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مقبلة ومدبرة إذا كان ذلك في الفرج) رواه البخاري.
  • لا يجوز له بحال من الأحوال أن يأتي امرأته في الدبر، قال الله عز وجل: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) ومعلوم أن مكان الحرث هو الفرج وهو ما يبتغى به الولد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ملعون من يأتي النساء في محاشِّهن : أي أدبارهن) رواه ابن عدي و صححه الألباني. وذلك لما فيه من مخالفة للفطرة ومقارفة لما تأباه طبائع النفوس السوية، كما أن فيه تفويتا لحظ المرأة من اللذة، كما أن الدبر هو محل القذر، إلى غير ذلك مما يؤكد حرمة هذا الأمر.
  • إذا جامع الرجل أهله ثم أراد أن يعود إليها فليتوضأ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءًا، فإنه أنشط في العَوْد) رواه مسلم. وهو على الاستحباب لا على الوجوب. وإن تمكن من الغسل بين الجماعين فهو أفضل، لحديث أبي رافع أن النبي صلى الله عله وسلم طاف ذات يوم على نسائه، يغتسل عند هذه وعند هذه، قال فقلت له: يا رسول الله ألا تجعله غسلاً واحداً ؟ قال: (هذا أزكى وأطيب وأطهر) رواه أبو داود والنسائي.
  • يجب الغسل من الجنابة على الزوجين أو أحدهما في الحالات التالية: – التقاء الختانين: لقوله صلى الله عليه وسلم: ” إِذَا جَاوَزَ الْخِتَانُ الْخِتَانَ ( وفي رواية : مسّ الختان الختان ) فَقَدْ وَجَبَ الْغُسْل . ” رواه أحمد ومسلم، وهذا الغسل واجب أنزل أو لم يُنزل . ومسّ الختان الختان هو إيلاج حشفة الذّكر في الفرج وليس مجرّد الملاصقة. – خروج المني و لو لم يلتق الختانان: لقوله صلى الله عليه وسلم : ” إنما الماء من الماء ” رواه مسلم. ويجوز للزوجين الاغتسال معًا في مكان واحد ولو رأى منها ورأت منه، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء بيني وبينه واحد تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول: دع لي، دع لي قالت: وهما جنبان. رواه البخاري ومسلم.
  • يجوز لمن وجب عليه الغسل أن ينام ويؤخر الغسل إلى قبل وقت الصلاة، لكن يستحب له أن يتوضأ قبل نومه استحبابًا مؤكدًا لحديث عمر أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أينام أحدنا وهو جنب؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (نعم، ويتوضأ إن شاء) رواه ابن حبان.
  • ويحرم إتيان الحائض حال حيضها لقول الله عز وجل: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، ويجوز له أن يتمتع من الحائض بما دون الفرج لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضًا أن تتزر ثم يضاجعها زوجها ) متفق عليه.
  • يجوز للزوج العزل إذا لم يرد الولد ويجوز له كذلك استخدام الواقي ، إذا أذنت الزوجة لأنّ لها حقّا في الاستمتاع وفي الولد ، ودليل ذلك حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا . رواه البخاري.
  •  يحرم على كل من الزوجين أن ينشر الأسرار المتعلقة بما يجري بينهما من أمور المعاشرة الزوجية ، بل هو من شر الأمور ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم.

هل يجوز للزوجين التجرد من الثياب وقت الممارسة الزوجية بدون أي غطاء

نعم يجوز، حيث أنه لا يوجد دليل شرعي ثابت من الكتاب أو السنة ينهي عن التعري بين الزوجين والتجرد من الثياب وقت الجماع، وأن الأصل هو الحل، وقد ثبت ما يؤيد هذا الأصل.